تعد اللغة حجر الزاوية في بناء الحضارات وتطورها، فهي ليست مجرد وسيلة للتواصل بل هي أداة للتعبيرعن الأفكار والمشاعر، وهي مكمن القوة في توجيه الفكر وطريقة لنقل المعرفة والفنون .
فاللغة هي أساس حفظ الحضارات وتطورها، وبها حُفِظ التاريخ العريق للأمم، فمن خلالها يمكننا تتبع مسارات التطور التي شهدتها الحضارات عبر العصور، فالحضارة التي لم تحفظ لغتها اندثرت، فهي تعكس قيم المجتمع وتعزز ثقافته .
تسعى منصة منهج القراءة والمعرفة للكشف عن العلاقة الوطيدة القائمة بين اللغة والحضارة وتناقش مواضيع فكرية وعلمية مهمة ومتنوعة إبتداءً بتقصي وعرض الكتب والمراجع العلمية في قسم المقررات والمراجع ومرورًا بزوايا العلماء وتراجمهم وإجازاتهم وأسانيدهم المتصلة بالنبي صلى الله عليه وسلم وترتيب مناهجهم التعليمية التربوية، مع إقامة الجلسات والبحوث العلمية التي تعطي طالب العلم المتوسع السعة في مجالات الدراسة والمعرفة، وانتهاءً بالمخطوطات والوثائق التاريخية التي تحمل في طياتها تاريخًا وحقبًا زمانية عربية عريقة سواء بالمضمون أو بالخط والتنسيق وغيرها.. وتسلط المنصة الضوء على اللغة العربية التي لعبت دورًا محوريًا في الحضارة الإسلامية التي كانت وسيلة لحفظ التراث الثقافي والمعرفي وتعزيز التواصل الفكري .
يصعب فصل التكنولوجيا عن اللغة العربية لأن التقدم التكنولوجي أدى إلى تغيير النظرة إلى اللغة العربية في العصر الحالي والتي بدورها تواجه تحديات جديدة تتطلب استجابة سريعة وفعّالة، لتُظهِر اللغة قوتها تحت مظلة العولمة والتأثير اللغوي، فتطمح المنصة لرفع مستوى الوعي لدى الشباب حول أهمية اللغة العربية وتأثيرها في الحضارة الإسلامية، وتأثرها بالتكنولوجيا الحديثة فمن الضروري دراسة كيفية تأثير هذه التغيرات التكنولوجية على استخدام اللغة العربية، وكيفية الحفاظ عليها وتعزيزها في ظل التغيرات الثقافية .
غاية المنصة إثراء معلومات الشباب وتعريفهم بتاريخهم وثقافتهم، مما يسهم في تنمية شعورهم بالفخر بهويتهم الثقافية العربية واعتزازهم بها، وتهدف المنصة إلى تحفيزهم على الاطلاع، واستكشاف المعرفة، والتفكير الناقد، مع تسليط الضوء على أهمية اللغة كهدية فريدة تميز الإنسان عن سائر الكائنات، فمن خلال هذه الرحلة الاستكشافية، سنفتح أمامكم آفاقًا جديدة من المعرفة، سعياً لبناء جيل يفتخر بتراثه، ويستمد القوة من ثقافته، ليكون فاعلاً في عالم متغير .
بقلم الكاتبة : مريم أحمد