اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية الضخم المؤلّف في 127 مجلدًا.
تم إطلاق المعجم التاريخي للغة العربية بطباعة آخر مجلداته التي وصلت لـ 127 مجلدًا في تاريخ 30/ سبتمبر/ 2024 بأمر من حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان القاسمي.
يعدُّ أول معجم تاريخي للغة العربية حيث يضم مفرداتها منذ العقود العربية الأولى من فترات ما قبل الإسلام مرورًا بعصر صدر الإسلام وتوالي العصور العربية وصولًا لعصرنا الحديث.
أتى الكتاب جامعًا شاملًا لكل مفردات وملفوظات اللغة العربية التي استخدمت في الآداب العربية الشعرية منها والنثرية، فاقتصر على المفردات الفصيحة حتى وصل المعجم إلى 127 مجلدًا، يحمل في طياته جميع الأوزان العربية ومختلف الوحدات المعجمية كالعبارات السياقية والمصاحبات اللغوية وغيرها العديد، كما أنه يتبّع المنهج الألفبائي في ترتيب المفردات العربية حسب الجذور، بالإضافة إلى الاهتمام بالتغيّر الدلالي لبعض المفردات، وإيراد الجذور والمفردات التي وجِدَت في النقوش العربية مع العناية بكتابتها بالحروف الهجائية المعاصرة والكتابة الصوتية، ويأتي المعجم بنظيرة الكلمة عند اللغات السامية وكتابتها حسب الرموز الصوتية.
رتِّبَت المداخل بدءًا بالأفعال الثلاثية ثم الرباعية والمجردة والمزيدة وغيرهم بتفصيلاتهم النحوية، ولا سيّما الاشتقاق الذي يُرى أنه ميزة للغة العربية، كما أن الأسماء كذلك أخذت نصيبها من التعريف بها حسب الأقسام، بالإضافة للظواهر اللغوية التي تدخل على الكلمة كالإبدال والقلب المكاني وغيره، أورد المعجم المولد والمعرب والدخيل والمحدث مع تمييزهم المختصر بالحروف الهجائية.
نهج المعجم منهجًا منظمًا في التعريف بالألفاظ حيث يأتي بالمعنى الأقدم ثم تتوالى المعاني مرتبةً ترتيبًا زمنيًا حتى أحدث معنى (المعاصر)، بذكر جميع صيغها وتقلبات الكلمة وأبنيتها وسياقاتها المختلفة وغيره..، ويتمُّ ذكر المعنى الحقيقي قبل المجازي، وذكر المعاني الأكثر شيوعًا قبل الأقل شيوعًا، وتقوم طرق الشرح على أضرب عدة، كالشرح بالتعريف اللغوي أو المنطقي أو العلمي، أو الشرح بالمرادف أو الصور والرسوم وغيرها كما جاء في مختلف المعاجم العربية.
نحى المعجم نحو الاستشهاد بثلاثية الاستشهاد (القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، والشعر العربي الذي يحتج به) مع الضوابط، إضافةً إلى ذلك الاستشهاد بالقراءات القرآنية وعُنيَ المعجم بالرموز والمختصرات الشائعة في اللغة العربية.
يعد المعجم أضخم مشروع عربي تاريخي عمِل عليه العديد من اللغويين من حول العالم لجمع المادة اللغوية من مختلف أصقاع العالم، فيأتي البحث مستدركًا لأعمال القدامى في مجال المعاجم حيث يحوي العديد من طرقهم في التعريف والتنظيم المعجمي، غير أن منهم من أسقط كلمات مهملة في عصره ولم يعرفها ومنهم غابت عنه مفردات لم يضفها في معجمه.
مواكبةً لعصر التكنولوجيا نُقِل المعجم من صفحات الكتاب إلى شبكة المعلومات لتسهيل عملية الوصول إليه من قِبَل المتعلمين والمريدين لهذه اللغة، وتزامنًا مع إنشاء المعجم يدويًا أطلق مجمع اللغة العربية في الشارقة موقعًا إلكترونيًا خاصًا بالمعجم وأخباره الحديثة وكل ما هو جديد متعلق به.
وفي اليوم العالمي للغة العربية بتاريخ 18/ ديمسبر/ 2024 سُلِّم حاكم الشارقة شهادة موسوعة غينيتس للمعجم التاريخي كأضخم عمل لغوي تاريخي على مستوى العالم.
خلاصةً ،،
يسعى المعجم لاحتواء جل مفردات اللغة العربية التي ذُكرَت في الآداب العربية المختلفة والتي لها ما يشبهها في اللغات السامية أو المذكورة في النقوش، وهو عمل امتدّ لسنوات عدة، بغيةً للنهوض بهذه الأمة والاعتزاز بلغتها العربية وتاريخها العريق وحضارتها التي تصل لأكثر من 200 عام قبل الإسلام وإلى قبائل عاد وثمود وغيرهم، فالمعاجم العربية هي الحصن المشيّد للحفاظ على هذه اللغة ورفعتها.
المرجع :
اترك تعليقاً