الفرق بين الاعتناء والتحقيق

إجابات د/ محمد باذيب


إجابات د/ محمد باذيب
20 يناير 2025

تحقيق التراث

يعرف اصطلاحيا بأنه : مجموعة من الإجراءات التي يقوم بها المحقق وفق ترتيب معين، المقصود الأهم منه هو الوصول لنص المؤلف أو أقرب صورة له. فهو بهذا التعريف صنعة ذات أركان وشروط وقواعد، ينطلق منها المنتسب إليها والخائض غمارها نحو خدمة كتب التراث العربي الإسلامي، فيخرج من تحت يده عملاً ناضجاً يقدم إلى جمهور القراء والمستفيدين .
وله كتبه المعرفة به والشارحة لقواعده وشروطه. وبعضهم يوسع معنى التحقيق فيجعله كل ما يلحق بالنص من تعليق وتصحيح وخدمة، لكن الأصح أن هذه الأمور تدخل في الاعتناء بمفهومه الأوسع .

الاعتناء بالكتاب

فهو مفهوم أوسع من (التحقيق) فقد يعتني شخص بكتاب ما فيصححه وفق قواعد اللغة والإملاء، وينفي عنه الأخطاء الظاهرة، أو يراجع كتاباً ويكتب له مقدمة أو يضع عنه دراسة تنشر بين يدي النص المعتنى به. فالاعتناء غالباً يقتصر على الظواهر الشكلية، ولا يغوص في عمق النص من حيث صحة عين الكلمة والعبارة التي كتبها مؤلف الكتاب. كما قد يكون الاعتناء مجرد تعليق على النص بما يجلي معانيه ويقربها للقراء. وقد تكون العناية زيادات يضعها المعتني في حواشي النص يدرج فيها تفسيرات أو استطرادات وتراجمَ تضيء النص وتزيده جلاء ووضوحاً .
بينما التحقيق : لابد فيه من توافر نسخ خطية، ثم تفرز تلك النسخ ويستخرج منها النسخة العالية أو الأم أو الأصل، بحسب وجود نسخة المؤلف أو ما تفرع عنها أو ما قرب منها زمناً. إلى آخر قواعد الصنعة .

هذا ما أفهمه من الفرق بين (التحقيق) و (الاعتناء)، في الواقع المعمول به اليوم .

وهناك لا شك استثناءات تخرج عن هذه القواعد والحدود :

  • إما لأعمال صدرت قبل تبلور علم التحقيق في صورته النهائية .
  • أو أعمال منسوبة إلى أعلام كبار سميت أعمالهم تحقيقات بينهما هي تعليقات أو شروح كأعمال الشيخ العلامة محيي الدين عبدالحميد رحمه الله .
  • كما قد يستعمل بعض أهل العلم المحققين عبارة (اعتنى به) في التحقيق من باب التواضع .
  • وعليه، فكل تحقيق اعتناءٌ، وليس كل اعتناء تحقيقاً. هذا، والله أعلم .

المرجع :

اقتباس من قناة الدكتور محمد باذيب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *