بينالي الفنون الإسلامية 2025

يستعرض عمق الفنون الإسلامية وتنوعها، ضمن رؤية معاصرة تنبض بالإبداع والبحث الجمالي .


قام فريقنا بزيارة بينالي الفنون الإسلامية 2025، المقام في صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبد العزيز الدولي في مدينة جدة. منذ اللحظة الأولى، بدأ واضحاً أن الحدث يتجاوز كونه معرضاً فنياً، بل هو تجربة روحية وفكرية تستعرض عمق الفنون الإسلامية وتنوعها، ضمن رؤية معاصرة تنبض بالإبداع والبحث الجمالي .

يحمل البينالي هذا العام شعار “وما بينهما”، المستوحى من الآية الكريمة :

﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا﴾.

يتجلى هذا المفهوم في الأعمال المعروضة، حيث يستعرض الفن الإسلامي بوصفه أداةً للتأمل والإيمان، ولغةً فريدة للتعبير عن العلاقة بين الإنسان والخالق، عبر الحس والتفكر والإبداع .

المعرض والمساحات الفنية

يمتد البينالي على مساحة 100,000 متر مربع، موزعة على خمسة أجنحة داخلية ومساحات خارجية. وقد خُصصت سبعة أقسام فنية رئيسة، هي :

البداية ، المدار ، المقتني ، المظلة ، المكرّمة ، المنوّرة ، المصلّى

كل قسم يمثل بُعداً فريداً لتجربة الإيمان الإسلامي، ويعرض نماذج من الفن المعماري، الزخرفة، الخط العربي، والوسائط المعاصرة التي تجسّد التفاعل الروحي مع الفن .

كما تميز المعرض بتنوعه، إذ احتوى على أعمال من متاحف ومؤسسات من مختلف دول العالم الإسلامي، بما في ذلك نسخ مخطوطات نادرة، تحف خزفية، وأعمال فنية معاصرة مستلهمة من الروح الإسلامية .

ويضم بينالي أعمالًا فنية معاصرة لأكثر من 30 فنانًا من المملكة ودول الخليج ومختلف أنحاء العالم، وتشمل هذه المشاركة 29 عملًا فنيًا جديدًا بتكليف من مؤسسة بينالي الدرعية، مما يجسد جهود المؤسسة لتوفير منصة عالمية للفنانين السعوديين، واستقطاب الفنانين من جميع أنحاء العالم إلى المملكة، ليتسنى للجمهور التفاعل مع ممارسات فنية ووجهات نظر متنوعة في الفن المعاصر .

وللمرة الأولى على الإطلاق عرض كسوة الكعبة المشرفة بالكامل خارج مكة المكرمة، وهي كسوة العام السابق، وسيتزامن ذلك مع الذكرى المئوية الأولى لإنشاء مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة في المملكة، والذي ينال شرف صناعة الكسوة منذ العام 1346هـ (1927م).

مقتطفات من بينالي الفنون الإسلامية 2025 ـ تصوير فريق القراءة والمعرفة

ويقدم برنامجاً ثقافياً يتضمن سلسلة من الفعاليات التي تقام طوال فترة المعرض، تشمل محاضرات، وورش عمل، ومبادرات مجتمعية، وندوات، كما تتضمن البرامج الافتتاحية لهذا العام مبادرات منها بينالي بعد المدرسة، وبينالي بعد العمل، بهدف استكشاف الفنون من خلال ورش عمل تطبيقية خلال أيام الأسبوع، مما يعزز الإبداع والتأمل .

قسم “المُصَلَّى”

من أبرز ما شدّني خلال الزيارة هو قسم “المصلّى”، المستوحى من جائزة المصلى المعمارية التي أطلقتها مؤسسة بينالي الدرعية عام 2024. يقدم هذا القسم رؤى مبتكرة لأماكن عبادة متنقلة ومؤقتة، تعيد النظر في مفهوم العمارة الإسلامية، وتُبرز كيف يمكن للفضاء الروحي أن يكون متنقلاً، مستداماً، وقادراً على جمع الناس وتعزيز الحوار المجتمعي .

وأخيراً ،،

كانت تجربة زيارة بينالي الفنون الإسلامية تجربة ثرية ومُلهمة. لم يقتصر المعرض على عرض التحف الفنية، بل كان بمثابة رحلة داخلية للتأمل، تدعو الزائر للتفكر في معنى الجمال، والتجربة الروحية التي تحملها الفنون الإسلامية .

التنظيم كان دقيقاً، والتجربة متكاملة من حيث المحتوى، التصاميم، والمسارات التفاعلية. كما أن دمج الحداثة بالتراث أعطى للمعرض بعداً عالمياً، يُعزز من مكانة المملكة كحاضنة رئيسة للفنون الإسلامية المعاصرة .


بينالي الفنون الإسلامية

 

More posts. You may also be interested in.