تُعد المعارض الفنية نافذة تنبض بالإبداع والجمال، تعكس رؤية تاريخية ملهمة تُثري الفكر وتفتح آفاقًا جديدة للمعرفة. وقد تجسدت هذه الرؤية بوضوح خلال زيارتنا للمجمع الثقافي في أبوظبي، الذي يُعدّ منارة حضارية تجمع بين التراث الأصيل والحداثة المبدعة، مُعزِّزًا مكانته كواحد من أبرز مراكز الثقافة والفنون في العاصمة الإماراتية .
ولم تقتصر أبوظبي على هذا الجانب فقط، بل تألقت أيضًا بمعلم معماري وروحي استثنائي، وهو مسجد الشيخ زايد الكبير، الذي يُعد نموذجًا عالميًا يُجسد القيم الإسلامية السمحة ويعزز الحوار الثقافي بين شعوب العالم .
المجمع الثقافي : أيقونة الثقافة والفنون
زار فريقنا المجمع الثقافي في أبوظبي، وهو معلم ثقافي مميز يجمع بين الفن والمعرفة، أدهشنا تصميمه العصري الذي يتمازج مع التراث الإماراتي، واستمتعنا بجولة مليئة بالإبداع والمعرفة، مما جعل زيارتنا تجربة فريدة وملهمة .
يضم المجمع غرفة “بيت الخط“، التي توفر تجربة تعليمية متميزة لتعلم فنون الخط العربي شامل الأدوات. بالإضافة إلى “المرسم الحر“ فهو معملًا فنيًا شاملًا يتيح للمشاركين استكشاف مواهبهم في الرسم والفخار والفنون التشكيلية، إلى جانب “مكتبة الأطفال“ المصممة بألوان زاهية لتحفيز الصغار على القراءة والمصممة بطابقين. يحتوي المجمع أيضًا على صالة مسرح وقاعات معارض تفتح أبوابها للفعاليات الثقافية المتنوعة .
افتُتح المجمع الثقافي عام 1981، وخضع لعملية تجديد بين عامي 2008 و2018 ليعود بحلة عصرية، مع استمرار التزامه بدعم الفنانين المحليين وتعزيز المشهد الفني والثقافي .
مسجد الشيخ زايد الكبير
توجه الفريق إلى مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي يُعد تحفة معمارية تعكس روعة الزخارف الإسلامية وتفاصيلها الدقيقة، عند أحد مداخل المسجد، لفتت انتباه الفريق لوحة جدارية مميزة تحتوي على نص سورة الفاتحة وبداية سورة يس، مكتوبة باللغة العربية بالخط القديم دون نقط أو حركات، هذا التصميم يأخذنا إلى حقبة الكتابة العربية الأولى التي كانت خالية من النقط والتشكيل، والتي كانت تُقرأ بسلاسة من قبل أهل ذلك العصر .
تم تصميم المسجد ليكون معلمًا دينيًا وثقافيًا يُجسّد الطابع الحضاري والعمارة التاريخية العربية الإسلامية، ويبرز ذلك خلال استخدام الزخارف الإسلامية بألوان مريحة ومتناسقة تليق بجلال المكان، إلى جانب النقوش النباتية التي تزين الأعمدة في ساحة المسجد، أصبح المسجد معلمًا سياحيًا بارزًا يجمع بين الطابع الديني والثقافي، حيث يحتضن ضريح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي وافته المنية قبل افتتاح المسجد ودُفن فيه، ومنذ ذلك الحين، تُتلى آيات القرآن الكريم على مدار الساعة دون انقطاع، في أجواء إيمانية تخلّد ذكرى الشيخ زايد وتبرز قيَمه التي أراد أن يجسدها هذا المعلم العظيم، ليظل نبراسًا للإيمان والتسامح ووجهة يقصدها الزوار من مختلف أنحاء العالم بلمسة جمالية فريدة .
خلاصة
يمثل كل من المجمع الثقافي ومسجد الشيخ زايد الكبير وجهتان بارزتان تعكسان جوهر أبوظبي كعاصمة للثقافة والتراث والروحانية، إذا كنت تسعى لاكتشاف التنوع الثقافي والمعماري للإمارات، فإن زيارة هذين المعلمين تعد تجربة ثرية لا تُفوَّت، تجمع بين جمال الإبداع وحفاوة التقاليد .
المرجع :
اترك تعليقاً