مولده ونشأته
ولد في شهر رجب عام 1366 هـ بمدينة أحور حاضرة سلطنة العوالق السفلى آنذاك، نشأ في كنف والده علي بن أبي بكر المشهور مفتي مدينة أحور، وحفظ القرآن الكريم على يديه، ونال نصيبا من العلوم الشرعية واللغوية في حلقات والده وفي المدرسة الميمونة ببلدة أحور، تلقى دراسته الأبتدائية في مدينتي أحور والمحفد، ومن ثم تلقى دراسته الثانوية في مدينة عدن، وجمع في تعليمه بين التلقي عن الشيوخ وبين التعليم الأكاديمي المعاصر، حيث تخرج من جامعة عدن كلية التربية قسم اللغة العربية، والتحق بسلك التربية والتعليم من شبابه، حيث درَّس في المدرسة الميمونة بأحور، ثم درَّس ببعض مدارس عدن بعد تخرجه من الجامعة .
انتقاله إلى الحجاز
اضطرته ظروف اليمن في تلك المرحلة إلى السفر إلى الحجاز عام 1400 هـ، وهناك استمر في تلقي العلم على يد عدد من الشيوخ مثل عبد القادر بن أحمد السقاف، وعمل إمامًا وخطيبًا لبعض مساجد جدة خلال فترة وجوده فيها .
عودته إلى اليمن
عاد إلى وطنه عام 1412 هـ بعد أن تمت الوحدة اليمنية، وأنشأ في نواحٍ عدة من بلاد اليمن العديد من الأربطة الإسلامية والمراكز التعليمية والمهنية، كما وأقام عشرات الدورات الصيفية لطلاب وطالبات المدارس، وأسس (دار الزهراء) لتعليم المرأة، وأقام عدة فروع لها في المحافظات، وأسس (مدرسة الفتيان) لتحفيظ القرآن الكريم، وأسس (مركز الإبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث) وهو مركز بحثي علمي أكاديمي نظم العديد من الندوات والمؤتمرات والتي منها المؤتمر الدولي الذي كان تحت مسمى (الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي مدرسة حضرموت أنموذجا) في عام 2010 م ضمن فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية ويقوم المركز بتنظيم الحلقات العلمية والندوات في المناسبات الإسلامية وحوليات علماء الأمة الذين تركوا بصمات في التاريخ . كما أسس منتديات ثقافية منها منتديات وادي حضرموت، ومنحت جامعة عدن شهادة الدكتوراه الفخرية له؛ تقديرًا منها لما قدمه من اجتهادات لإثراء الفكر الإسلامي والإنساني .
شيوخه
تلقى العلم عن مجموعة من علماء أحور وعدن وحضرموت، وارتحل إلى مصر والشام وغيرها من بلاد العالم الإسلامي، منهم :
والده علي بن أبي بكر المشهور، محمد بن سالم البيحاني، محمد بن علوي المالكي، عبد القادر بن أحمد السقاف، أبو بكر بن عبد الله الحبشي، أحمد مشهور بن طه الحداد، محمد بن أحمد الشاطري عبد الرحمن بن أحمد الكاف .
مؤلفاته
له العديد من المؤلفات والرسائل التي تصل إلى أكثر من مئة وسبعون رسالة ومؤلف في الفقه والأدب والتاريخ والسلوك والفكر والشعر، إضافة إلى مجموعة كبيرة من المحاضرات والندوات الصوتية والمرئية المتضمنة المواضيع السلوكية والشرعية، فمن أشهر كتبه :
الأطروحة ، الأفق الضيق ، الاستشراق والتنوير ، إحياء لغة الإسلام العالمية ، فقه الدعوة في المرحلة المعاصرة ، فقه الدعوة للمرأة المسلمة ، رجال المنابر والمقامات أشد الناس حاجة للأخلاق ، سياحة في ديوان الإمام الحداد ، المورد العذب ، بكاء القلم ، السباعيات ، نفثات من الشعر الحديث ، إحياء منهجية النمط الأوسط من بقية السيف وسادة الصلح ، دراسة عن الشاعر حسان بن ثابت ، دوائر الإعادة ومراتب الإفادة ، الطرف الأحور في تاريخ مخلاف أحور ، لوامع النور ، تراجم لنخبة من أعلام حضرموت ، النبذة الصغرى في معرفة علامات الساعة الكبرى والوسطى والصغرى ، اللطائف في أدب العوارف ، شرح بداية الهداية ، للإمام الغزالي ، الفنجان في بيان عجائب الإنسان العدني ، سلسلة أعلام مدرسة حضرموت .
وفاته
توفي في إحدى مشافي العاصمة الأردنية عمّان ظهر يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شهر ذي الحجة سنة 1443 هـ الموافق للسابع والعشرين من شهر يوليو عام 2022 م بعد تعب ألمّ به وهو في اليمن، سافر على إثرها للأردن لإجراء الفحوصات اللازمة، وتم نقل جثمانه إلى اليمن في مساء يوم الخميس، وشيع إلى مثواه الأخير صباح يوم الجمعة بمقبرة زنبل بتريم التي أوصى أبو بكر المشهور بدفنه فيها . وقد شارك في تشييع الجثمان عدد كبير من العلماء والدعاة وطلبة العلم وعدد من القيادات العسكرية والأمنية وقيادات السلطة المحلية وجمع غفير من المواطنين، كما أقيمت صلاة الغائب في العديد من المدن والدول مثل إندونيسيا ومصر والسعودية والهند وكينيا وسيرلانكا وماليزيا وتنزانيا ودول أخرى .