





ترجمة البوصيري
( 608 هـ – 694 هـ / 1213 م – 1295 م )
هو الشيخ الإمام العارف الكامل، الأديب البليغ المحقق المتفنن، إمام الشعراء وأشعر العلماء، وبليغ الفصحاء وأفصح البلغاء : أبو عبد الله شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري .
حفظ القرآن الكريم في طفولته، وتلقى العلم عن شيوخ عصره؛ كالإمام أبي العباس المرسي رحمه الله تعالى، وغيره، وبرز في علوم اللغة والأدب العربي والتاريخ والسيرة النبوية .
نذر حياته كلها لمحبة النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وأوقف شعره على مدح ذي الخلق العظيم، فكان بذلك أعظم شاعر مشهور ببث السيرة النبوية في ثنايا شعره، فشهرتُه تغني عن التعريف به، وأسلوبه البديع جعله أكثر الشعراء تميزاً بنظم القصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد أثر البوصيري في عدد من العلماء البارزين؛ منهم : الإمام أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف الغرناطي الأندلسي، والإمام أبو الفتح محمد بن محمد ابن سيد الناس اليعمري، والإمام عز الدين أبي عمر عبد العزيز بن إبراهيم ابن جماعة رحمهم الله رحمة الأبرار .
وقد اشتهرت مدائحه النبوية شهرة طبقت الآفاق، وتميزت بروحها النقية، وعاطفتها الصادقة، وروعة معانيها، وجمال تصويرها، وبراعة نظمها، ولغتها الرقيقة، وشكلها الساحر ؛ كما قال أمير الشعراء :
وصادق الحب يملي صادق الكلم
وأصبحت قصائده مدرسة للشعراء المادحين للجناب النبوي الشريف من بعده . رحمه الله تعالى رحمة الأبرار .
هذه النفائس ..
قصيدة البردة
هي غرة قصائد المدح النبوي على الإطلاق، ولها أثر عظيم في تعليم جمهور المسلمين الأدب والتاريخ والأخلاق، بل إنها حاضرة في النسيج العمراني بالعالم الإسلامي، فكم زينت المعالم الدينية والمآثر التاريخية بنقش أبياتها على جدرانها أو سقوفها، حتى في المسجد النبوي الشريف؛ فقد تجلت جدرانه ببعض أبياتها، ولها شروح كثيرة، وبلغ عدد أبياتها : ( 160 ) بيتاً .
القصيدة الهمزية
هي أبلغ ما مدح به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من النظم الرائق البديع، وأجمع ما حوته القصائد من مآثره وخصائصه ومعجزاته صلى الله عليه وآله وسلم ، فهي حقاً كتاب سيرة منظوم، ذكر فيها حياته وغزواته ومعجزاته صلى الله عليه وآله وسلم بتفصيل شديد، فلم يترك جانباً لم يوله شرحاً وافياً، وقد لقيت شهرة كبيرة، وشرحت شروحاً كثيرة، وقد تشرفت دار المنهاج بطباعة (المنح المكية في شرح الهمزية ) للإمام الكبير ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى، وبلغ عدد أبياتها : ( 457 ) بيتاً .
القصيدة المضرية
هي قصيدة بليغة في الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، تكاد تستوفي على وجازتها ثواب أنواع الصلوات وأصناف التسليمات على اختلاف صيغها وتنوع ألفاظها، مختومة بطلب الرحمة وتفريج الهم والكرب، ولها شروح عديدة، وبلغ عدد أبياتها : ( 39 ) بيتاً .
القصيدة المحمدية
هي قصيدة مدح لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، يبدأ كل شطر من أشطرها باسمه الشريف ( محمد ) ، مع الالتزام بأن تبدأ الكلمة بعد الاسم الشريف بحروف الهجاء مرتبة ترتيباً ألفبائياً، وبلغ عدد أبياتها : ( 29 ) بيتاً .
قصيدة الأعرابي
هي قصيدة مشهورة نقشت أبياتها على أعمدة الحجرة النبوية الشريفة .
الحلية الشريفة
تنافس الخطاطون عبر العصور في كتابة « الحلية الشريفة » المروية عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد أجملت الشمائل المحمدية الخلقية والخُلقية في صفحة واحدة بأجمل ما لديهم من أنواع الخطوط، وقد وضعناها في أول هذا المجموع المبارك .
الأستاذ الكبير : عثمان طه حفظه اللَّه
هو خطاط المصحف الشريف المعروف، وهو أيضاً كاتب هذه المجموعة المباركة، ولد في حلب سنة ( 1352 هـ ) الموافق لـ ( 1934 م ) .
التوصيف الفني
لقد أبدع البوصيري رحمه الله تعالى في إظهار الاحتفاء بمدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك الخطاط الكبير الأستاذ عثمان طه حفظه الله .. فكان لزاماً علينا إظهار حفاوتنا أيضاً من خلال إخراج هذا العمل في قالب زخرفي بديع رائق تشبها بأولئك الأعلام، وعملاً بقول الشاعر :
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
- فتم اعتماد الزخرفة المملوكية في عموم الكتاب، لتتناسب والحقبة التي نظمت فيها القصائد، وهي القرن السابع الهجري .
- الحرص على مراعاة تنوع الأساليب الزخرفية ، والتي على اختلافها تنتمي إلى العصر المملوكي .
- توزيع الأبيات الشعرية بحيث تكون أقرب لما كان عليه طرز الصفحات قديماً .
- اختيار أشكال هندسية بنيت على الشبكة الثمانية التي كانت مشهورة في ذلك العصر .
- ابتكار حشوات زخرفية فريدة لكل قصيدة على حدة، بافتتاحية خاصة لكل قصيدة تتناسب مع الخط، وتتناسب أحياناً مع بعض خصائص القصيدة؛ كما في « القصيدة الهمزية » مثلاً ، فمن أسمائها : ( أم القرى ) ، ومن المعروف أن البوصيري قد نظمها بعد عودته من رحلة الحج متأثراً بكل مظاهره وشعائره وجاء تصميم الافتتاحية بما يشير في بعض أجزائه إلى الطواف حيث جاءت مسارات الزخرفة في نفس مسارات الطواف مع تمييز لوني لبعض العناصر الزخرفية لإظهار الفكرة . كما جاءت إطارات القصائد هادئة متناغمة مع الخط وزخرفة الهوامش .
- اختيار ألوان الطرز المملوكية التي تتناسب ونوع الزخرفة، والحرص على أن تكون الألوان هادئة تتناسب والمعاني الروحانية التي تضفيها القصائد على المتلقي .
- اخترنا تصميم الستارة الخضراء الموضوعة في الحجرة النبوية الشريفة لعمل بطانة غلاف الكتاب ( القميص ) محلاة باللون الفضي للخطوط والزخارف .
المُشَارِكُونَ
الخطوط : الأستاذ القدير عثمان طه
التصاميم الزخرفية للداخل والغلاف : عادل محمد
الإخراج والتصميم الطباعي : Freelines : Graphics design Beirut Lebanon
التحضير والطباعة : دار الكتب ( دوتس ) بشامون – لبنان
Printing : Dar El Kotob s.a.1 (Dots)
DOTS Compound, Bshamoun, Industrial Zone 2 _11, Lebanon
الورق : Papers : OLD MILLL GESSO 120 gr/㎡
العدد : Quantity : 2000
التجليد : شركة فؤاد بعينو للتجليد – بيروت. BINDING : FOUAD BAAYNO BOOKBINDERY s.r.1
Airport Highway – Beirut, Lebanon. Tel : +961 1 455000
إشراف وتنسيق : عبد الله البارودي. Supervision and coordination : Abdullah Al Baroudi
كتبت نصوص « النفائس البوصيرية » بخط النسخ، والعناوين بخط الثلث، واستخدم الخط الكوفي المملوكي في افتتاحية « البردة » و « الهمزية » ، وكتب اسم سيدنا ( محمد ) ﷺ بتركيب متشابك على شكل نجمة خماسية في شمسة « القصيدة المحمدية » ، وصممت بطانة الغلاف ( القميص ) اقتباساً من الستارة الخضراء الموجودة داخل الحجرة النبوية الشريفة ومحاكاة لها ، مع طباعة الخطوط والزخارف النباتية بلون فضي خاص .
اترك تعليقاً