هكذا آل سيئون تنسون .! من مات منذ ثمانون عاماً في مثل هذا اليوم

السلطان علي بن منصور الكثيري 


السلطان علي بن منصور الكثيري 

كتابة غالب صالح الحامد

“في مثل هذا اليوم قبل ثمانون عامًا مضت توفي السلطان علي بن منصور الكثيري يوم الأربعاء الثاني عشر من أكتوبر 1938م الموافق 18شعبان ليلة الخميس 1357 هجري عن عمر ناهز الثامنة والخمسين عاما .. وهو السلطان الثالث في دولة آل كثير الثانية . تمر علينا اليوم ذكرى وفاته الثانية والثمانون بالهجري ,. كما وصف الحامد جنازته، شيعت بجموع غفيرة لاتحصى من نواحي حضرموت وتكلم فيهم السيد المنصب محمد بن علي الحبشي جد المنصب علي بن عبد القادر الحبشي والسيد حسن بن محمد العيدروس صاحب تاربه . وأقام أهل البلد ووجهائها حفل عزاء يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شعبان الثامن عشر من أكتوبر وتم التحضير له في بيت الزعيم أبوبكر بن شيخ الكاف . وقد قال الأديب المؤرخ ابن هاشم عن السلطان (أنه عرف بأدابه وأخلاقه وشهامته وتواضعه الرفيع وأحترامه لأهل العلم وإجلاله اياهم ونصرته للشريعة المطهرة وغيرته عليها وقيامه بواجباته الدينية وحضوره مجالس العلم ومحافل الخير . لقد اجمعت كل قوى المجتمع الحضرمي على عدالة وحكمة هذا السلطان واعتبار وفاته خسارة فادحة حلت بمجتمع حضرموت) أمّا صالح الحامد قال في قصيدته :

ماقمتُ إلا لأقضي بعض ماوجبَا لكوكبٍ من سماء المجد قد غربَا

سيئون منه كثكلى ماتَ واحدها تبكي بقلبٍ على اضلاعها انشعبَا

لولا الأمومة قلنا بعدهُ بقيتْ يتيمة فيه تبكي كافلا وأباَ

 وأقيمت حفلة الذكرى لمرور خمسة أعوام على وفاة المرحوم السلطان في قصر عز الدين يوم الخميس 17 شعبان 1362هجري ، قال الحامد فيها قصيدة أخرى منها :

حنانيك ذكرى المجد إنا كحالنا خمودٌ وجهلٌ مطبقٌ وجمودُ

وإن كثرت فينا دعاوٍ عريضةٌ وصحفٌ ونثرٌ زائدٌ وقصيدُ

ملكنا من الأقوال في الناس ثروةٌ فياليت ثروات الكلام تفيدُ 

لو أتينا نعدد محاسن ذلك السلطان لما استطعنا في حيّز هذا المنشور ففي عام وفاته سعُد بطلب الحامد تأسيس النادي العلمي الأدبي بسيئون 1938م واستبشر بذلك خيراً.. رحم الله السلطان علي بن منصور الكثيري”

أبرز معالم دولته ومقر سلطنتهم العريق :

قصر الكثيري (قصر سيئون) أو الحصن الدويل بحضرموت .
مكونات القصر والفترة التي عاصرها خلال فترة حكم الدولة الكثيرية .
بداية المساحة الكلية التي بنى عليها القصر السلطاني 5460 متراً مربعاً، ويبلغ علوه – ارتفاع بنائه 34 متراً، مشكلاً ستة طوابق مبنية من الطين الناعم ومطلي بالنورة والقضاض ومكوناته الكلية هي 96 غرفة منها 41 غرفة كبيرة الحجم، ويضم 32 حماماً – دورة مياه- و 14 مستودعاً ومخزناً لمستلزمات واحتياجات الدولة الكثيرية، بالإضافة إلى 20 سطحاً جانبياً أي شبيه ببناء المدرجات الزراعية .
وأما استخدامات طوابق ادوار القصر في عهد الدولة الكثيرية هكذا جرى تقسيمه الدور الأول كان يستخدم مستودعاً ومخازن لمتطلبات الدولة والقصر أيضا فيه سكن الخدم وعمال القصر، فيما ضم الدور الثاني لإدارة الدولة الكثيرية – المجلس السلطاني مكتب السلطان الكثيري في حين خصص الطابق – الدور- الثالث لسكن العائلات والجلسات العائلية والرابع خصص لزوجات السلطان واستقبال الضيوف من النساء.
أما الطابق الخامس عبارة عن سطح يحرسه ستار من البناء يلف القصر كالعمامة متصلاً بالغرفتين المبنيتين في جهتين متقابلتين الشرقية والغربية كان يستخدم السلطان أحداهما للراحة والأخرى غرفة نوم خاصة به، والطابق السادس فهو عبارة عن سطوح متنفس لسكان القصر وبإمكان الواقف عليه رؤية ومشاهدة كل مايدور في المدينة وحول القصر، بل ومشاهدة الذاهب إلى خارج المدينة والقادم إليها.
معروف أن القصر قد عاصر الدولة الكثيرية واستغرقت فترة بنائه 15 سنة وكان أول من بناه واتخذه مقراً للسلطنة، ويعود تاريخ بنائه إلى سنة 814هـ الموافق 1411م وكان السلطان بدر بن عبدالله بن جعفر الكثيري (أبو طويرق) أول سلطان اتخذه مقراً لإقامته في عام 922هـ وعقب انهيار الدولة الكثيرية الأولى وفي سنة 1364هـ عاد السلطان غالب بن محسن الكثيري إلى السلطة من جديد وأقام فيه واتخذ منه مقراً لإدارة دولته الكثيرية الثانية إلى أن خلفه في الحكم ابنه السلطان المنصور بن غالب الكثيري الذي قام في عام 1873م بهدم القصر وبنائه من جديد وأجرى التوسعة في مداخله ثم قام علي بن المنصور الكثيري بإتمام العمارة بشكل الذي نراه اليوم وكان الانتهاء من ذلك في العام 1355هـ .
يضم القصر اليوم متحف يحتوي هذا المتحف على كثير من المصنوعات الحرفيه . وكثير من الأدوات التي كانت تستخدم في تلك الفترة . 

مالم تراه من قبل في اكبر قصر طيني في العالم … جولة داخل قصر الكثيري بسيئون 

المرجع :

كتابة غالب صالح الحامد

فيديو القصر الكثيري