مِعْلامَة أبي مُرَيِّمْ

من أشهر المعاهد العلمية الدينية في مدينة تريم، معلامة الإمام العالم الشهير محمد بن عمر، المكنى بأبي مُرَيِّم


من أشهر المعاهد العلمية الدينية في مدينة تريم، معلامة الإمام العالم الشهير محمد بن عمر بن محمد بن أحمد الشهيد بن الفقيه المقدَّم محمد بن علي باعلوي المكنى بأبي مُرَيِّم المتوفى سنة 822 هـ وقد أسسها في القرن الثامن الهجري لتحفيظ القرآن الكريم، وطلب العلم الشريف، وتولى التدريس فيها، وتخرج على يديه خلق كثير .
قال بعض المترجمين له بأن عدد الخريجين من السادة على يد مؤسس المِعْلامَة بلغ ثمانمائة حافظ للقرآن، وكان الطالب يكتب يوميًا خمس آيات ويحفظها فقط، وبعد تمام حفظ القرآن الكريم يلزمه بحفظ ربع العبادات من كتاب التنبيه لأبي إسحاق الشيرازي، حتى يخرج الطالب منها حافظًا قارئًا فقيهًا .

ملحوظة :

وقد تخرج من قبة أبو مريم آلاف الحفاظ لكتاب الله عز وجل، بعضهم من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعضهم من المحبين لأهل البيت، فليست القبة خاصة بأهل البيت كما قد يُفهم .

كما تُقَرَّر فيها بعض الكتب المتعلقة بعلوم القرآن وغيرها من كتب الفقه، وقد جمع الإمام الشهير الفقيه عبد الله بن عبد الرحمن بلحاج بافضل، كتاب المختصر في الفقه لهذه المعلامة المباركة، لمَّا طلب منه ذلك مؤسسها، فكان هذا الكتاب يُقَرر ويُدَرَّس فيها وانتفع به الجميع، ولم تزل هذه المعلامة معمورة بالتدريس منذ أن أُسست إلى الآن .

والمعلامة مشهورة بأن كل من دخلها ودرس فيها فتح الله عليه وسهل عليه حفظ القرآن وإن كان بليدًا كما شوهد ذلك وجرب مرارًا كثيرة .

وسر الديمومة والعطاء لهذه المعلامة – المربّعة الشكل – سر عجيب، وهو عُظم العطاء رغم صغر المساحة التي لا تتجاوز الـ 25 متر مربع؛ والديمومة في ظل وجود العديد من الصروح العلمية الكبيرة، لعل هذا السر هو (البركة) التي أحاطت بهذه المعلامة الصغيرة، فغدت كبيرة بنفعها ومخرجاتها، ولعل مصدر هذه البركة أمرين : النية الصالحة التي صاحبت التأسيس أولًا، وتحري الدرهم الحلال والبعد عن الشبهات في مصدر البناء ثانيًا..

وقد تخرّج منها الألوف المؤلفة من حين تأسيسها إلى يومنا هذا . وقد عمرها الحبيب العلامة عبد الرحمن بن محمد المشهور وبنى عليها قبة وذلك سنة 1299هـ فأصبحت تعرف بـ ( قبة أبي مُريِّمْ ). وتفتح للتدريس حاليًا بعد صلاة العصر إلى ما قبيل المغرب، ثم يتوجه الطلاب إلى مسجد الإمام السقاف المجاور لها لصلاة المغرب وحضور الحزب للقرآن فيما بين المغرب والعشاء، ومن عادة الحزب في مسجد السقاف قديمًا وحديثًا، أنه لا يقرأ في الحزب إلا من كان حافظًا للقرآن الكريم، وبين هذه المِعْلامـَة ومسجد السقاف صلة قوية وربط متين، في إدارة شئون طلبة المِعلامَـة وربطهم بالحزب، وإقامة بعض حلقات التعليم لهم بالمسجد المذكور، حتى تتم الرعاية والمتابعة لهم من هاتين الجهتين المتجاورتين، والقائم على ذلك كله هو السيد الفاضل محمد بن علوي العيدروس القائم بإمامة مسجد السقاف ومدير قبة أبو مُريِّم .

ولقد أغلقت الحكومة الشيوعية هذه القبة سنة 1392هـ ، وبعد بضعة سنوات أعيد فتحها على يد السيد الفاضل محمد بن علوي العيدروس عليه رحمة الله – الملقب سعد – ، ولا زالت الدراسة مستمرة بها.

وقام السيد الفاضل الحبيب محمد بن علوي العيدروس بترميم القبة سنة 1419هـ من الداخل والخارج، وبقيت جدرانها الأصلية كما أسسها مؤسسها الأول عليه رحمة الله، والسيد المذكور له عدة مؤلفات نافعة في بابها نسأل الله أن ينفع بها المسلمين .

وفي هذا الزمان ازداد عدد الطلبة في هذه المعلامة وكثر إقبال الناس عليها فجعلت القبة تنظم لها فروعًا متعددة في نواحي شتى في حافات البلاد، فجزى الله القائمين بهذه المعلامة وفروعها والمُدرِّسين بها خير الجزاء، ونسأله الفتوح والتوفيق والإعانة لكل مرابط إنه على ما يشاء قدير .


المراجع :

الدليل القويم في ذكر شيء من عادة تريم ، حامد بن محمد بن شهاب

معالم إسلامية : معلامة ابي مريم  ، أ. حسن العلوي

More posts. You may also be interested in.