مولده ونشأته
ولد في السُّبَير من ضواحي مدينة تريم في حضرموت، وذلك ليلة الاثنين الخامس من شهر صفر سنة 1044 هـ ، نشأ بتريم وحفظ بها القرآن الكريم والإرشاد وغيره من المتون، ولما بلغ من العمر نحو الأربع سنوات أصيب بمرض الجدري فأدى ذلك إلى فقدانه البصر. وكان له أصدقاء طفولة، منهم عبد الله بن أحمد بلفقيه، وأحمد بن عمر الهندوان، وأحمد بن هاشم بن أحمد الحبشي، وعلي بن عمر بن الحسين بن الشيخ علي، وعلي بن عبد الله بن أحمد العيدروس. وفي عام 1072 هـ، وعمره حينئذ الثامنة والعشرون، توفي والده علوي، وذلك ليلة الاثنين الأولى من شهر رجب، ثم بعد وفاته بنحو خمسة أيام، مرضت الوالدة، ودام عليها المرض قريبًا من عشرين يوما، إلى أن توفيت ضحى يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر رجب. وقد توفي في هذه السنة أيضًا أحد مشايخه وهو عمر بن عبد الرحمن العطاس .
حجه وزيارته
خرج للحج في سنة 1079 هـ، وقصد أولًا بندر الشحر، وأقام به نحو نصف شهر، ثم سافر إلى بندر عدن، وكان دخوله مكة المشرفة أول يوم في شهر ذي الحجة، ونزل في بيت الشيخ حسين بافضل، واتفق تلك السنة الوقوف بعرفة يوم الجمعة، ويُؤثر أنه صلّى بالناس إمامًا في الحرم المكي صلاة الفجر يوم الجمعة أول محرم عام 1080 هـ، وبعد انقضاء الحج وأداء المناسك بأجمعها سافر إلى المدينة المنورة لزيارة جده المصطفى، ونزل في ضيافة عمر أمين المهدلي، ودخلوا المسجد النبوي وصلوا في الروضة المطهرة ثم وقفوا أمام المواجهة الشريفة .
انتقاله للحاوي
ثم لما كان سنة 1083 هـ بنى بيته الذي بالحاوي شرقي مدينة تريم، واستوطنه سنة 1099 هـ، وابتنى مسجده الذي بجانب بيته المذكور، وقد أسس الحاوي ليكون موطنًا مستقلًا استقلالًا ذاتيًا به وبأولاده وخدمه وأتباعه بحيث لا يتدخل فيه حاكم تريم ولا يعد أهله من رعاياه، حوطة محمية داخلة في كل ما يصل إلى تريم من خير، خارجة عنها من كل شر وفتنة، فهي محترمة لدى الجميع ولهذا سمّاها بعض السواح الأجانب بـ”الفاتيكان”.
شيوخه
تتلمذ على عدد من العلماء يفوق عددهم المائة والأربعين، من أشهرهم :
عمر بن عبد الرحمن العطاس، عبد الرحمن بن شيخ مولى عيديد، عقيل بن عبد الرحمن السقاف، سهل بن أحمد باحسن الحديلي، محمد بن علوي السقاف .
تلاميذه
كثيرون ويأتي في مقدمتهم أولاده وغيرهم كما في كتاب «بهجة الزمان» عن تلاميذه منهم :
أحمد بن زين الحبشي، محمد بن زين بن سميط، عمر بن زين بن سميط، عمر بن عبد الرحمن البار، عبد الرحمن بن عبد الله بلفقيه، محمد بن عمر بن طه الصافي السقاف، علي بن عبد الله السقاف، قايد بن عبد الله بن أحمد الحداد، أحمد بن عبد الكريم الشجَّار الأحسائي .
مؤلفاته
ترك الحداد عددًا من المؤلفات التي قد طبعت وتُرجم بعضها إلى لغات عديدة، وبعض قصائده أُلفت الشروح عليها كما كُتبت عدة شروح لراتبه ولورده اللطيف، ومن أشهر هذه الكتب :
النصائح الدينية والوصايا الإيمانية، عقيدة أهل الإسلام، الدعوة التامة والتذكرة العامة، رسالة المعاونة والمظاهرة والمؤازرة للراغبين من المؤمنين في سلوك طريق الآخرة، رسالة المذاكرة مع الإخوان المحبين من أهل الخير والدين، رسالة آداب سلوك المريد، إتحاف السائل بجواب المسائل، سبيل الإدكار والاعتبار بما يمر بالإنسان وينقضي له من الأعمار، الفصول العلمية والأصول الحكمية، النفائس العلوية في المسائل الصوفية، «الحِكَم» مجموعة من حكمه العجيبة، «الدر المنظوم لذوي العقول والفهوم» ديوان شعر، مجموع كلامه «تثبيت الفؤاد بذكر مجالس القطب عبد الله الحداد»، مجموع رسائله «المكاتبات»، مجموع أوراده وأذكاره «وسيلة العباد إلى زاد المعاد»، «السيف الباتر لعنق المنكر على الأكابر» في نقد محمد بن عبد الوهاب، «مصباح الأنام وجلاء الظلام في رد شبه البدعي النجدي التي أضل بها العوام» في نقد الدعوة السلفية الوهابية .
أولاده
وله من الأبناء ستة هم : حسن، وعلوي، ومحمد، وسالم، وحسين، وزين . وخصّ ابنه محمدًا للقيام بوساطات بالنيابة عنه بين القبائل للإصلاح بينهم، وقد نجح ابنه في نزع فتيل الحرب بين بعض القبائل، وزوَّجه من قبيلة آل كثير لتوثيق عرى المودة والإخاء بينه وبين القبائل المسلحة، وقد توفي ابنه محمد بذمار .
وأما حسن وعلوي فهما اللذان قاما مقامه في تدريس العلوم وإطعام الفقراء والمساكين وإيواء الغرباء والوافدين، وقد توفي علوي بمكة المكرمة إثر حجه في عام 1153 هـ، وحسن توفي بتريم وقد كان يسميه الحكيم، وقد طال عمره كما وعده والده وأخذ عنه الحاضر والباد وألحق الأحفاد بالأجداد وتوفي عام 1188 هـ .
وأما زين فقد سافر بعد موت والده إلى جهة العراق وحصل له بذلك البلد جاه وعز رفيع لاعتقاد الناس في والده، وهو شاعر غزلي شعبي، وقد توفي زين بعمان ببلدة صير عام 1157 هـ. وسالم توطن المشقاص وأولد بها ورجع إلى تريم وبها توفي عام 1165 هـ. وأما ابنه حسين فقد ابتلي في آخر عمره من أمراض تحملها بجميل الصبر والرضى إلى أن توفي .
وفاته
توفي ليلة الثلاثاء السابع من شهر ذي القعدة سنة 1132 هـ بالحاوي بمدينة تريم عن عمر قارب التسعين عاما، ودفن في مقبرة زنبل .
اترك تعليقاً